شخصيات في التاريخ ,,,بقلم,,,,مدحت رحال



 شخصيات في التاريخ

_________________
عم رسول الله
كافل رسول الله عليه الصلاة والسلام وحاميه
أبو طالب بن عبد المطلب ،
سيد من سادات قريش
وسيد بني هاشم بعد أبيه
كان فقير الحال ،
ولكنه كان غنيا بجاهه ومكانته الرفيعة في قريش
( إنك لا تهدي من أحببت ، ولكن الله يهدي من يشاء )
شاهد من إرهاصات النبوة
وكان حريا به أن يكون أول من أسلم ،
ولكن لأمر أراده الله لم يسلم ،
عهد عبد المطلب ابن هاشم بحفيده / محمد بن عبد الله إلى ابنه / أبي طالب ، عم رسول الله والأخ الشقيق لأبيه
وقال مرتجزا :
أوصيك يا عبد مناف بعدي
بمُوحٓد بعد أبيه فرد
وكان عبد المطلب يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
إن لابني هذا لشأنا .
كان لأبي طالب في حياة ابن أخيه محمد دوران :
دور الكافل والمربي قبل البعثة
دور الحامي والمدافع بعد البعثة
كفل أبو طالب محمدا على أكمل وجه ،
وكان يكن له كل الحب ، وقد رأى من بركته ما جعله يؤثره على أولاده .
كانوا إذا أكل الرسول معهم شبعوا وإن كان الطعام يسيرا ،
وإن لم يكن معهم لا يشبعون .
وكانت هذه أولى إرهاصات النبوة التي شهدها وعاش معها أبو طالب ،
وكانت رحلته إلى الشام وقصته مع الراهب بحيرا ثاني هذه الإرهاصات ،
وقد طلب منه الراهب أن يعود بابن أخيه ، خوفا عليه من اليهود أن يعرفوا منه ما عرفه الراهب فيكيدون له .
وفي هذه المرحلة كان زواج رسول الله عليه الصلاة والسلام من خديجة بنت خويلد سيدة نساء قريش ،
التي اختارت رسول الله على سادة وعظماء قريش .
دور الحامي والمدافع ،
لما بُعث النبي عليه الصلاة والسلام كان علي ابن أبي طالب أول من أسلم من الصبية ،
وعلم أبو طالب بإسلام ابنه فقال لرسول الله :
ما هذا الدين الذي أراك تدين به ؟
فقال له : هذا الإسلام ، دين إبراهيم ( عليه السلام )
وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة ودعوته ،
فقال أبو طالب : إني لا أستطيع أن أفارق دين آبائي ،
ولكن والله لا يخلصَن إليك شيء تكرهه ما حييت .
وقام أبو طالب دون الرسول عليه الصلاة والسلام ،
ومنعه من قريش أن تناله بشر .
حاول سادة وزعماء قريش الضغط على أبي طالب ليكف عنهم ابن أخيه ، عارفين له مكانته وشرفه فيهم ما وسعهم ذلك تجنبا لصدام يشق صف قريش ،
وبالغوا في ذلك إلى الحد الذي طلب فيه أبو طالب من ابن أخيه أن يرفق به ويكف عن قومه ، وأن لا يكلفه ما لا يطيق من عداء قريش ،
وظن الرسول عليه الصلاة والسلام أن أبا طالب قد بدا له أن يأخذ جانب قومه فقال قولته المشهورة :
والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه .
فقال أبو طالب : إذهب فقل ما شئت ، فوالله لا أسلمك أبدا .
وفي محاولة أخرى لثني أبي طالب عن نصرة ابن أخيه ،
مشوا إليه وعرضوا عليه أن يأخذ / عمارة بن الوليد ، أنهد فتى في قريش ، مقابل أن يسلمهم محمدا يقتلوه ،
فقال لهم زاجرا : بئس والله ما تسومنني،
تعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلوه !
واستطار الشر بينهم ، وانحاز قوم من بني هاشم لقريش ،
فقال ابو طالب يُعٓرِض بهم :
قولوا لعمرو والوليد ومطعم
يا ليت حظي من حياطتكم بكر
من الخور حبحاب كثير رغاؤه
يرش على الساقين من بوله قطر
أرى أخوينا من أبينا وأمنا
إذا سئلا قالا إلى غيرنا الأمر
واحتدم الخلاف والنزاع ،
وفقدت قريش عقلها وحلمها وهي ترى أتباع محمد عليه الصلاة والسلام يتزايدون ،
ولا تطلع شمس يوم إلا والمسلمون في ازدياد ،
لم تسكت قريش ، ولكنها ظلت ملتزمة تجنب الصدام الدموي مع بني هاشم ،
فلجأوا إلى سلاح المقاطعة والعقوبات ،
لا ببع ولا شراء ولا زواج مع بني هاشم ،
وكتبوا بذلك صحيفة علقوها في جوف الكعبة وتعاهدوا عليها .
انحاز بنو هاشم مسلمهم ومشركهم إلى شعب أبي طالب ،
إلا ما كان من أبي لهب ، فقد انحاز لقريش ،
ليواجه المسلمون حصارا خانقا استمر ثلاث سنوات في أرجح الأقوال ،
إلى أن سعى خمسة من رؤساء قريش في نقض الصحيفة لما فيها من قطيعة رحم ، ووقع الخلاف والنزاع في قريش بين مؤيد ومعارض .
وذهب أبو طالب إلى قريش وقال لهم :
إن رسول الله أخبره أن الله قد سلط الأرٓضٓة على الصحيفة فأتت عل كل ما فيها من قطيعة رحم إلا اسم الله ،
فإن كان الذي قال ، وإلا أسلمته لكم .
ولما أخذوا الصحيفة وجدوها كما أخبر صلى الله عليه وسلم ،
فأسقط في أيديهم وتم تمزيق الصحيفة .
وقد نال الحصار في الشعب من أبي طالب
ولم يلبث بعده إلا قليلا حتى توفي متأثرا بما لحقه من أذى في حصار الشعب ،
ثم ما لبثت خديجة أن لحقت به على خلاف في أيهما مات أولا .
وسمي هذا العام / عام الحزن .
لم يأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جهدا في نصح أبي طالب ليسلم .
وفي لحظاته الاخيرة قال له رسول الله :
يا عم ، قل لا إله إلا الله أحاجج لك بها يوم القيامة،
فقال : لولا أن تعيرني نساء قريش بأني قلتها جزعا من الموت لقلتها ،
لا أقولها إلا لتقر بها عينك .
ويروى بأن العباس بن عبد المطلب قال لرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن قد أسلم بعد :
يا ابن أخي لقد سمعته يقول الكلمة التي أردت ،
ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيفا حزينا :
ولكني لم أسمعها .
وبموت أبي طالب وموت خديجة رضي الله عنها ،
فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركنين كان يفزع إليها كلما حزبه أمر من أهل مكة ،
خديجة اليد الحانية التي تمسح على رأسه وتذهب عنه الهم والحزن وتهدىء من روعه كلما ناله من قريش أذى ،
وأبو طالب المدافع والداعم للرسول في دعوته بما له من نفوذ في عشيرته بني هاشم ، وبما له من مكانة وشرف في قومه .
وقد عبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله :
( ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى تُوفِي ابو طالب )
وبموت أبي طالب ،
انطوت صفحة المهادنة وكشرت قريش عن أنيابها ،
ليبدأ الصدام ، الذي وصل إلى مؤامرة قتل الرسول عليه الصلاة والسلام في فراشه ،
فكانت الهجرة إلى المدينة المنورة ،
وبدأت مرحلة جديدة من الصراع بين الإيمان والكفر ،،
مدحت رحال ،،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :