و في الليل الكئيب و العمر المهيب . وظلمة الخريف الشاحب . أمشي وحدي أشق سكون الليل أنا و عكازي يحملني و أحمله و أنا الحاضر الغائب, شاخت مشاعري فلم أعد أهتم بألم الغياب أو سخافة الحضور , كل شيء أصبح عندي سواء ,, كل الأذواق و الألوان سواء أسير وحدي أحمل قلبا نسجته الجروح , كان قبل اليوم طفلا كان اسما كان عنفوانا , اليوم أحمله وعكازي يتأرجح في يدي يخبرني أني بلغت من العمر عتيا ,عكازي الصديق الأمين , أنيس اخر العمر يملأ الفجوة بين الماضي و الحاضر يؤمنني من كل المخاطر , ,يبعدني عن ضوضاء المتاعب ، أرى فيه عنفواني الغائب , , بصمت الكلام نتعايش , ونمضي في الضوء كما في الظلام, أعشقه كفانوس أو قطعة من رخام ,يتحمل معي سخافات الأحلام عكازي أنحني عليه اليوم بثقل ما يحمل الجسد من هزيع الليالي و خرافات السنين ,و ركام الأيام و حرائق الشوق و الحنين , كلانا جسد واحد بلون باهت ,داهمتنا أجسادنا , وصرنا جسدا في جسد واحد, فكما تعريت من زهو الشباب و عنفوان الشباب تعرى هو من قميص الربيع صار هيكلا عاريا يد الغدر اقتلعته من أدغال الشمال , أين خضرة الربيع؟؟أين الحلم الوديع؟؟ أين ظله فوق الينابيع ؟؟ كأنه لم...