إسمي ياسمينة الليل,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,رباب بدر

التّحوّل ( قصّة رمزيّة مبنيّة على أسطورة قرأتها ذات يوم بعيد )
إسمي ياسمينة الليل أو الياسمينة الحزينة لكنني لست حزينة أبدا تتفتح أزهاري ليلاً , تنثر عطرها في أرجاء المكان ما أن يشمّها الناس حتى تمتلئ قلوبهم سعادة .
حكايتي غريبة , تحولتُ إلى أسطورة ... أسطورة ذات نفحة إلهية مقدسّة .
كنت فتاة باهرة الجمال ترعرعت في أحضان والديَّ وأغدقوا عليَّ حبهم وحنانهم وصحبة أترابي كانت تمتعني كثيرا . طلب ودّي الكثيرون لكني رفضت , وذات يوم لمحته , كان جميلاً ومشرقاً لكنه لم يكن بشراً , كان اله الشّمس . أحببته ذلك الحبّ المجنون الذي استحوذ على كياني واحتل قلبي , أحلم به ليلاً وعندما أفتح عينيّ أتخيله أمامي يحادثني وأحادثه إلى ما لا نهاية . نصحني والديًّ بأن أنساه فهو من غير طبيعتي لكني تشبثت بحبه . بكت أمي وحزن أبي لكن لم استطع مجاراتهما بالزواج ممن لم يلمسوا قلبي . ذاع سرّي وتناقل الناس قصّتي فمنهم من حزن عليّ ومنهم من رثى لحالي ومنهم من تنهّد وتمنّى نفسه مكاني . وذات يوم نزل محبوبي إلى الأرض وسمع قصّة حبّي له فتأثّر وأتى مسرعاً لرؤيتي , بهرتّه رقّتي وجمالي كما بُهرت بروعته . تناغمت روحي مع روحه لا بل تماهتا . كانت المروج أرضنا والموسيقا التي تصدح بها حناجر العصافير تأسرنا , نضحك فتضحك الدنيا لنا في سعادة سماوية . إلى أن أتى الصّيف والتهب محبوبي فأراد العودة إلى عمله في اعتلاء قبّة السّماء وإرسال بعض حبه إلى الأرض , بكيت بحرقة ولحقتُّ به مسرعة لكن لهبه كان قوياً , لفحتني حرارته فاحترقتُ وسقطت ميتة . نظر محبوبي خلفه فرآني جثة هامدة , انتحب وسمع الآلهة صوت نحيبه , استغاث بهم طالباً عودتي إلى الحياة , أجمعوا الرأي على إعادتي إلى الحياة لكن في هيئة شجرة ياسمين , تزهر ليلاً أزهارا بيضاء شديدة النقاء عطرها ذو نفحة إلهيّة , يأتي محبوبي للقائي ليلاً فيقبلُّ أزهاري وفي الحال ينبثق قلب ذهبيّ بلون الشفق في وسط كل زهرة ويملأ عطري السماء وتتملكني سعادة غامرة ولكن ما أن تظهر أول خيوط محبوبي الذّهبيّة حتى يغادرني مسرعا لاعتلاء القبّة فتسقط أزهاري وتغطي الأديم وعندئذ يأتي كهنة المعابد لجمعها وتقديمها للآلهة كقربان حبّ أبدي وفي حفلات الزواج يقدم العريس أزهاري لعروسه وهكذا أصبحت رمزاً مقدّساً . حياتي ليست طبيعيّة لكنني سكرى بخمرة الحبّ . دورة حياة أزهاري قصيرة لكنها جميلة لا بل هي الجمال ذاته ! !!
رباب بدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :