قسوة الأيام,,,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,,نجم الركابي

قصة من الواقع
( قسوة الأيام)

منذُ نعومة أظفاره نشأ وترعرع شقيقًا للشقاء ورديفًا لشظف العيش والعناء
تربى يتيم أم وهو يرزحُ تحت رحمة زوجة أبيه المتسلطة بعد أن فقد صدرًا
حنونًا وجناحًا يكلؤه وقلباً يحنو عليه
أبوه دائم السفر كلما عاد فما يلبث أن يمتطي فرسه تجوالًا في بلاد الله طلبًا
للرزق وبحثًا عن بعض الملذات
وحين أشتد عوده وبلغ مبلغ الرجال التحق عبدالله لأداء الخدمة الإلزامية
عندما كان العراق يرزح تحت الانتداب البريطاني
أصيب عبدالله ببعض الجروح اثناء غارة جوية على قاعدة الحبانية
ومالبث أن تعافى ثم أكمل خدمته الألزامية ، عاد إلى بيت أبيه كارهًا لما يجد من معاملة سيئة من زوجة أبيه مع شقيقته سكينة
ولقد كان ينعم إخوانهم الآخرون بجميع الحقوق من مأكل ومشرب وملبس ومنام مما ترك لدى عبدالله وسكينة أثرًا بالغًا وقلبًا موغرا بالأحقاد والكراهية
كان عبدالله منذ ساعات الصباح الاولى
يشمر عن ساعديه ليعين نفسه وشقيقته سكينة ولتوفير بعض المال كي يحظى بفرصة لايجاد فتاة يتزوج منها وينجو بنفسه من تلك المرأة المتسلطة
فكان يشقى ايما شقاء ليحقق مايصبو إليه
كل ذلك والأب غافل لايعلم مايدور منشغل بالترحال لكسب المال والفوز بزواج آخر ان تسنى له ذلك
بعد عودة الأب من آخر رحلة له طلب عبدالله من أبيه أن يجد له عروسًا بعد أن أكد له أنه قادر على فتح بيت وتكوين أسرة
وافق الأب على الفور وكأنه يرغب أن يغادر البيت ليعتمد على نفسه أولًا ولينال حريته من تسلط زوجة أبيه ثانيًا
ولينال أخوته الآخرون بعض المتسع من ذلكم المنزل الكبير
وفعلا بعد أيام تزوج عبدالله بفتاة فقيرة
كانت أشد فقرًا منه فأضيفت عليه مسؤوليات كبيرة وجسيمة بعد أن رزقه الله بالعيال ، ومع شظف العيش وصعوبة تأمين المال الحلال لم يجد عبدالله بداً من أن يعمل في وظيفة حكومية ولقد كانت آنذاك متاحة للجميع بأي وقت بسبب عزوف الناس عنها لقلة الأجور الشهرية
وبالكاد كان بطلنا يوفر لقمة العيش مع تزايد عدد الأسرة وكون المنزل كان مؤجرا وليس ملكًا صرفًا ، فمن ولد للشقاء فقد عاش فيه
ولم يترك عبدالله مجالاً في العمل الا وكان يخوضُ فيه لما يجتاح الأسرة من عجز مالي يفوق حد الخيال وكثيرا ما كان يلجأ الى بيع بعض أثاث المنزل لتأمين قوت العائلة
وتمر الأعوام تتلوها الأعوام وقد نال الضعفُ والوهنُ من عبدالله وقد أصبح أبناؤه جميعا في سن الزواج
عاش عبدالله وأفنى عمره يشقى للحصول على المال الحلال وما حدثته نفسه يوما ليسرق او يحتال على خلق الله بالخديعة أو المكر لسلب أموالهم ورضي أيضًا أن يكون فقره مدقعًا وما فكر أن يطور من نفسه لنيل البيت مثلا أو سيارة أو رصيد في البنك
وكأن لسان حاله يقول له همسًا أن حياتك تمضي على هذا المنوال حتى تلقى ربك
وكذلك أولاده من بعده عاشوا كما عاش أبوهم وكأنهم أستوعبوا مبدأ أبيهم في الحياة
فمن خلق للشقاء فقد مات فيه
ملاحظة : هذه ليست وجهة نظري وحاشا لله أن أتهم ربي بما ليس فيه
فإن الله سبحانه أمرنا بالعمل وأن نستعمر هذه الأرض ونعيش فيها وكأننا لن نموت مع الحفاظ على أولويات ومباديء ديننا وقيمه بأن لا نتخذ هذه الحياة الدنيا غاية بل هي وسيلة للعبور
وجسرًا للمرور الى الآخرة

بقلمربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
نجم الركابي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :