القمة الشماء #
اخدوه الى سراديب التاريخ
وكهوف الماضي البعييد
ليعرفوا كنه الحضارة
لغة الهدهد ..سرعة النسر
هيبة الاسد فيه
فلم يعثروا على ظالتهم
اسروه في سرداب مظلم
سكبوا ماء باردا علي جسده
اكالوا له كل السباب كل العتاب
كل حصص التعديب
لكن لم ينالوا منه غير ظله
المختفي في ظلام السرداب
لم يسحبوا منه خبرا ولا سرا
لم يستطيعوا الوصول الى هامته
لانه فارع الطول ...طويل الهامة
ظل ينظر اليهم كأقزام خاسئين
ضيقوا السرداب كي لا يتسع له
منعوا عنه كل شيء يخصه
رابطوا قرب منفاه القسري
ليشعروه بأن المنفى يحاصره
حتى في المنام
وعند المنام توسد كتفه
وراح يردد اعنيته الخالدة
كنعاني الام ...كنعاني الاب
انا الجبل عندما يرتدي الشموخ زيا ابديا
انا القمة الشماء.... جيلا بعد جيل
انا الزفاف الملتحف بالغناء
انا الهتاف عندما يزلزل
اركان جيش هرقل
انا البيداء ...انا البتراء
انا الافق الطلق ...انا السماء
تغص بالنجوم ...تغص بالصور
ملعون من يخون العهد
ملعون من يشبك يده بأيادي الاعداء
ملعون حليف الطغيان
مرفوض من يحابي الغريب في الديار
خسئ من باع الاوطان ...وتاجر بالاديان
وضال داك من يداهن الغزاة الاشرار
لم ينتهي الليل لكنه عاد من حيت بدأ
اخدوه الى سراديب التاريخ
كي يروي سيرته ...سيرة الابطال
من درسونا كيف نصون العهود
كيف نحافظ على المواتيق والوعود
كيف نحمي الديار من العدو اللدود
كيف نبني للوعد جسرا ممدود
كيف نصارع ضباع الغاب والفهود
اخدوه الى منفاه الليلي
اوقفوا قلبه عن الخفقان
لكن صداه ضل يتردد عبر الازمان
ودكراه خالدة في القلب والوجدان
فكان للشهامة والبطولة عنوان
وامتداد لنسل الطاهرين من بني الانسان ......
بقلم د العزوزي عبد الرزاق .....
.
تعليقات
إرسال تعليق