الحب والتعصب بقلم ,,,,,ابراهيم محمود الرفاعي

 الحب والتعصب

بقلم :أ-ابراهيم محمود الرفاعي

أحاطني تلاميذي بقدسية عجيبة وكان حبهم لي وما زال لا يماثله حب فقد احبوني اكثر من اولادهم بل حتى من انفسهم واعتبروه قربة إلى الله وفرضا ،ومن مظاهر هذا الحب انهم كانوا يقتدون بي بكل شيء اقوم به وافعله واقوله وكانوا ينقلون كل شيء عني لتلاميذهم ،وقد حدث ذات مرة أن رآني أحدهم اتناول الطعام بالملعقة فكتب أني قد شاهدت المعلم يتناول الطعام بالملعقة فأصبح يقلدني بطريقة طعامي وكذلك تلاميذه ،وفي إحدى المرات دعيت إلى وليمة ولم يكن ملاعق عند صاحب البيت لأن من عادته أن لا يتناول الطعام بالملعقة ، فتناولت الطعام بيدي جريا على عادته، فكتب التلاميذ ممن شاهدوني أني اتناول الطعام بيدي ،واخذوا يقلدوني وكذلك تلاميذهم .وعندما بدؤا ينشرون العلوم التي اخذوها عني انقسموا إلى فريقين فريق ياكل الطعام بالملعقة ولديهم دليلهم وفريق آخر بتناول الطعام باليد وعنده دليله ،وبدات المعارك الفكربة بين الطرفين وكل طرف يتعصب لاستاذه الذي نقل عني طريقة تناول الطعام ،وبدات الخصومات والإنقسامات حتى ان الفريقين حرموا الزواج من بعضهما وكذلك في الصلاة عندما رفضوا الصلاة خلف بعضهم ،ولكن احد الفاهمين من التلاميذ أراد جمع كلمتهم فقام بالجمع بين القولين عندما قرأ ما كتبه الاساتذة وقال :إن المعلم تناول الطعام بطريقتين مرة بالملعقة عندما كانت متوفرة لديه ومرة تناول الطعام بيده عندما كان في وليمة عند قوم لا يأكلون الطعام بالملاعق ،وكلا الفعلين جائز ولا حرج ،وكانت النتيجة ان البعض ابتعد عن التعصب ورجع للحق والوحدة بين التلاميذ والبعض مازال متعصبا بشدة .

كتبها لكم

أ-ابراهيم محمود الرفاعي