مقالة (رسالة في زجاجة ملقاة في بحر ),,,,,بقلم,,,,عمرأحمد العلوش

 مقالة

(رسالة في زجاجة ملقاة في بحر )
إنني أفتقدك حتى البكاء ، أقضي ليلي وحدي ، أنت لست معي ، وأفتقدك حتى البكاء ، فكلي تشابهة لدرجة التطابق ، لا يوجد فرق بين حبة قمح وأخرى, ولا بين قدم وأخرى, الدمعات كلها متشابهة بعد الفراق حتى صدأها على الخدين تشابه , والموجة وراء الموجة متشابهة تطارد الأخيرة التي سبقتها بلهفة لإلتهامها كل ذلك في بحر واحد ، بحر وجع متشابه .
الأيام فرطت وانقضت كنا نعتبرها بالأمس غيباً ، وهذا اليوم الذي نحن فيه سيكون غداً في ضياع في بحر عبثي ، كل تلك الايام تُشرق شمسها وبرتابة متناهية وتغيب كما اشرقت ..وأنا مازلت أفتقدك .
وكذا ( أنا ) بالأمس البعيد كنت منذ آلاف السنين (انا )و اليوم انا هو ذاتي ، و غداًً سأبقى انا غير منفصل عن خلاياي ولاعن وجداني الهادئ المسالم الذي يكاد الوهن يتسلل اليه ، ذلك أن قطيع الوجع اصبح بلا علامات فارقة ، لم يرتضي الزمن ان يغير عهده و يسدل ستراً أوحجاباً أنني رغم ذلك انا ذاتي ، ومازلت أفتقدك منذ عام ...أقل...أكثر عامين ...بل انني أقتقدك منذ قبل أن أولد وأكون أنا ...إنني ماعرفت عمر
أالركن المهجور فيَّ لم يعد لي ولايشبهني
رميت فيه الكثير من أوجاعي وأشوقي هو ركن أنكرته وانكرني ، ذلك الركن لا يشبه سوى ملامح الموتى أتراه أصبح يشبهني ؟
لكن مازلت أنفاسي متشابهة دون أوامر أو توجيهات مني منذ أن إفتقدتك ماتغيرت سوى في انها تحترق أكثر , دمي هو ذاته بزمرته ولونه الأحمر على الدوام لن يتغير غير أنه تجمر لهيباً .
خطواتي هي ذاتها برتابتها لا تأبه أي حذاء إنتعلت ، رأسي وصداعي هو ذاته ما تغير وجعه إلا إشتداداً ، مازلت وحدي ...أنت لست معي ....ومازلت أفتقدك حتى البكاء .
د.عمرأحمد العلوش
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏منظر داخلي‏‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :