أميرة في بيتي,,,,بقلم,,,,وفاء العنزي



 أميرة في بيتي

داخل كل إنسان منا بذرة عطاء وسخاء،لها نمو ولها شكل....
لها أوراق ولها ألوان......لها تساقط ولها تجدد......لها زهر ولها تمر.....لها عطر ولها نثر.......لها ورد ولها ود.
وكل إنسان منا يملك في داخله بذرة خير وبذرة شر، إذا اعتنيت بها ورويتها وسقيتها،ازهرت وأثمرت،وأينعت ونفعت واستنفعت،تفرعت ورفعت،واصطنعت وصنعت بستانا زاهرا مزهرا، نستمتع بالحياة عند جنباته.
وفي زخم الحياة،وزحام الأيام، زرعت لنفسي بستانا يليق بي، به ممرات من القوة التوليبية،والألق الجوري،والتألق الوردي والدلال الياسميني،والجمال الأقحواني،هو بمثابة حضن أرتمي فيه.
أجل حاولت أن أجد لي حضن أدفئ فيه قلبي،حضن يرمم لي وجع الفقد ولا يجعله فادحا،حضنا صغيرا متسعا،أختبئ فيه من خذلان الدنيا وبرودة القلوب،
ففي بستان أحضانها أجلس لساعات على شرفة الليل،أستمتع وأتمتع بأحاديثها الشيقة،التي لا أفهم منها سوى كلمة"Te Quiero Mucho".حب صادق من قلب صغير غير مجريات يومياتي،بعث لها مذاقا وزخرفتها ،فقد كانت قوس قزح حياتي لونت أيامي وبعثت الأمل في ليالي البرداء ،على الرغم من بعدها عني فهي ملاكي الطاهر أرى الدنيا تطل بوجنتيها،فتورق عند رسمةخديها ،فجلست على قلبي أميرة الأميرات ،متوجة تربعته ناسية متناسبة أولادي.،فأعز من الولد ولد الولد،مقولة صحيحة إلى حد بعيد،فالحياة معها متعة من نوع ٱخر،هي استعادة لحياة البنوة ومشاعرها مع وقف الإنجاب وترصد العمر .
فأصبح لحزني جمال مميز،ولشرودي رونق خاص،أنسى معها كل ٱلامي وأتناسى جميع أشجاني،وأستسلم لها،لأنجو بنفسي من كل ما قد يرهق روحي،أرقص على عزف أوتار دقات قلبينا فتزيد من حلو المر حلاوة،
تدفئني كمعطف الشتاء بهمسها وعطر أنفاسها،فلا دفء إلا معها.
فقد نلت ما أرجوه من هذه الدنيا،فوجدت نفسي أكثر شبابا وحيوية،كأن أحدا استدعاني إلى ممارسة شقاوة طفولتي بكل سذاجة وعفوية وبراءة من جديد،كأن أحدا استدعاني لممارسة رياضة الاحتماء من المجهول،فأحمل في راحة يدي حلم ينهض من الشحوب بلون الأرق، وفي راحة اليد الأخرى أمل جميل لا يفسد الذوق العام.
تأتيني كطير النورس مغردة طربا جميلا تزف لي كلمات رنانة "مامي " .
هي ريحانة صباحي،تتفتح كل يوم فتنسيني خيانة السنين لي،تفوح منها رائحة السعادة فأمتلأ حبا بها،هي وردة ندية فيحاء،ونجمة ساطعة سمقاء بريق نورها وضاء.
أعادتني لممارسة الأمومة المتأخرة،لا كفعل هروب ولا كأمل مثقوب بل أمارسها بكل حب وحنان ،بكل فرح وسرور،ابنة قلبي التي أهتم بأدق تفاصيلها كأنها طفلي الأول،الذي أنجبته من رحم روحي فنفسي ذواقة تواقة لإحساس جديد وجميل،شعرت به واستشعرته عند مرحلة انتقالي من الأمومة الأولى إلى الأمومة الثانية.
هو شعور بالاستمرارية لذاتي،بكل نضج وبكثير من الحب،أمومة مع مرتبة الشرف،فقد بددت سحابة الحزن التي كانت تؤرجحني وتركض بي وراء المجهول،أشعرتني اني لا أستحق كل هذا الشجن،فهي افضل جزء من شيخوختي،عشقي ومعشوقتي،قطعة من الجنة وتحفة صاغها الرحمن لي لتدللني،وترسم لي عالما ورديا خاليا من الأوجاع.
كل يوم وأنا أحبها أكثر من أي يوم،لها القلب وما حوى ،فحبها تطرف،بل تصوف وحضنها في يد قلبي ٱمن أمين ، فأنا جدة لم يتقدم بها العمر إلى أعتاب الخريف،لان لي عصفورة تغرد لي كل صباح في حديقة قلبي وتحتفل بالأمل في أرجاءه وتزقزق أيامي وتصفق أحلامي ،
كل عام وهي قطعة مني
وكل عام والدنيا بين يديها والضحك لا يفارق عينيها،
كل عام وأنت مصدر سعادتي
كل عام وأنت عصفورة قلبي
كل عام وأنت مشرقة شارقة أيامي
كل عام وانت منبع فرحتي وضحكتي
كل عام وانت شهدتي ومهجتي
كل عام وأنا لك وأنت لي
كل عام وأنت أميرة في بيتي.
مودتي ومحبتي وفاء العنزي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :