علمتني الحياة..,,,,بقلم,,,,انتصار عبد الغني الشايقي

 علمتني الحياة..

زاوية لتسليط الضوء علي تجارب الآخرين ، لعلها تكون موعظة ودليل ...
قال...
(كنت متزوج....
و كنت بعاني من عدم رضى زوجتي و سخطها الدائم علي و سذاجتي بهداك الوقت كانت بترغمني اني أحاول أرضيها بكل ما أوتيت من قدرة
و كنت أطلع أتمشى بالشوارع لحتى أضل أكثر وقت ممكن خارج الجحيم اللي هو ( بيتي )
كنت لساتني عريس جديد لم ألبث بضعة شهور في بيت العدل إلا أنني بدأت أدمن التدخين من هول ما أجد في المنزل من الصراخ الى ( البوز الشبرين ) و تفاصيل لا أستطيع ذكرها لخصوصيتها
حتى الشهر الثامن من زواجي
و بينما تسوقني قدماي بعيداً عن المنزل أهيم في شوارع مدينتي و قد غلبني النعاس و هممت بالعودة الى المنزل
تفقدت جيبي لأتأكد من أنني أحمل ما يكفي من النقود للعودة بتكسي يوصلني بأسرع وقت كيلا يهرب النعاس من جفني
غير أنني كنت قد نسيت حافظة النقود في المنزل و لحسن حظي أنني وجدت بعض الفكة في جيب بنطالي تكفي لأن أركب الحافلة التي تمر من أمام بيتي
أوقفت أحد الباصات و صعدت على متنه و جلست في كرسي ( مفرد ) بجانبي شاب يرتدي بدلة - كم أمقت ارتداء البدلات في المواصلات العامة - و بجانبه يبدو أنها خطيبته فقد كان يرتدي ذبلة فضية في يده اليمنى و هي كذلك ترتدي الذبلة الذهبية مع المرافق في يدها اليمنى
و ما لفت نظري أنها كانت ترمقه بعيون لامعة
كان هو يراقب الطريق أمامه بطمأنينة بينما كنت اسأل نفسي ؛ كيف لعريس جديد أن يتخذ المواصلات العامة مع خطيبته الفاتنة التي ما انفكت ترمقه بنظرات يستطيع قراءة فحواها القاصي و الداني والتي لا تدل إلا على قدر كبير من الحب
لربما لم يكن يملك ثمن سيارة يتنقل بها هو و خطيبته الحسناء تلك الراضية تمام الرضى بأن تجلس في المواصلات العامة مع من أحب قلبها
طاش برأسي حينها سؤال ؛ لمَ لا أرى هذه النظرة في عيون زوجتي و قد ابتعت لها سيارة خاصة لها تقلها حيثما أرادت ؟؟؟ بينما هذه الحسناء راضية كل الرضى و في عينيها كل الحب بكرسي في المواصلات العامة
حينها أدركت بأنني و رغم توفير كامل الإحتياجات الأساسية و الكمالية لزوجتي إلا أنها مصابة بمرض ( عدم رضى مزمن ) أو لربما سمعت بنصيحة إحدى ( خرابات البيوت ) بأن على المرأة جعل الرجل يشعر بالتقصير الدائم ليبقى في دوامة الشعور بالنقص أمام بيته حينها ستضمن أن لا ينظر لأخرى
مر الوقت طويلاً حتى وصلت البيت و حالما ولجت المنزل وجدت زوجتي و قد ارتدت ثياب امرأة قد تجاوزت العقدين على الأقل من زواجها ليست ملابس عروس لم تتجاوز السنة في بيت زوجها ناهيك عن وجهها المكفهر الذي ما فتيء يطالع مجريات أحداث المسلسل التركي للمرة الخامسة بنفس اليوم و كل حلقة على قناة مختلفة
حتى أنها لم تلتفت الي
وقفت على باب الغرفة أنتظر منها أن تعيرني ولو شيئاً من اهتمامها
غير أن حبات البوشار التي كانت في يدها كانت أولى بالإهتمام مني
عندها أدركت بأنني قد اسأت الإختيار و أنني كرجل أمنت لزوجتي كل سبل الرفاهية ولا أجد في المقابل إلا الجحود عليّ أن أضع حداً للخسارة
فالتوقف عن الخسارة هي بحد ذاتها مربح
نظرت اليها فوجدتها قد اختلجت عيناها على أحد مناظر الفراق في المسلسل التركي
قاطعتها منادياً :
- ايمان
لكنها لا ترد
بصوت أعلى ....
- ايمان
لا ترد
حسناً كما تشائين
سحبت سلك التلفاز فنظرت إلي بوجه متجهم بنظرات لا تقل عن نظرات قطٍ بري مستعد للإنقضاض
و قبل أن تتفوه بكلمة قلت لها : أنتِ طالق!
لن أذكر المزيد من التفاصيل
غير أنها أمضت كامل عدة ما بعد الطلاق ( ثلاثة شهور ) و هي تتوسل الي أن أرجعها الى عصمتي و بيتي و اسمي
غير أنه قد جاء دوري لأعبر عن عدم رضاي عن كل التنازلات التي قدمتها مقابل العودة ...)
انتصار عبد الغني الشايقي
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

#من ذاكرتي العتيقة,,,,,,,,,,,,,,,, بقلم,,,,,,بسمه

طريد جنتك,,,,,,بقلم,,,,عادل عبد الرازق

متستبسطنيش ,,,,,,,,,,,,,,بقلم,,,,,: محفوظ البراموني :